موقع نافذة مصر صوت الحرية موقع نافذة مصر صوت الحرية
مرحباً بكم جميعا فى الموقع الرسمي لشبكة ومنتديات نافذة مصر صوت الحرية ؛ وهو موقع إسلامي ؛ دعوي ؛ إخباري يهتم بالشأن المصري والدول العربية ؛ تشرفنا بكم جميعاً
۩ كلمة الإدارة

حصري إذاعة القرآن الكريم من القاهرة - تسجيلات من الإذاعات الخارجية لصلاة الفجر - لعام 2018 وجاء عهد الفرعون ؟! جمهورية القاتل السيسي الديمقرطية هكذا ستصبح مصر بعد تخليد قائد الإنقلاب فى الحكم   تلاوه باكيه خاشعه للشيخ نايف الفيصل "ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله تلاوة القرآن الكريم - سلمان العتيبي اتحاد المعلمين بفلسطين يعلن عن خطوات احتجاجية عن قطع "المجرم العميل محمود عباس" رواتب عدد من المعلمين  برنامج "مع القرآن 10" - 1439هـ للشيخ صالح المغامسي  رصاصة الرحمة على ايمن نور محققة أممية: اغتيال خاشقجي بتخطيط مسبق والتنفيذ من قبل مسؤولين سعوديين خطبة لزوم الجماعة لفضيلة الشيخ حاتم محمد كمال السيوطي  مقاطع برنامج معالم 2 للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي البيان «السادس والثلاثون» لمجلس شورى العلماء ١٣ أغسطس ٢٠١٣ خدمة إختصار الروابط الخاصة|https://wwmk.blogspot.com

جديد الموقع

مكتبة القرآن الكريم
جاري التحميل ...

اللقاء مع أعضاء منتديات شبكة الحسبة . للشيخ الدكتور هاني السباعي

اللقاء مع أعضاء منتديات شبكة الحسبة

اللقاء مع أعضاء منتديات شبكة الحسبة
أجوبة المجموعة الأولى/ من السؤال رقم (1) إلى السؤال رقم (6)

بسم الله الرحمن الرحيم


تقدمة:
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، نثني عليه الخير كله، نشكره لا نكفره، ونخلع ونترك من يفجره، اللهم إياك نعبد، ولك نصلى ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجوا رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. وصلى الله على رسولنا الأكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد/
الأخوة المكرمون القائمون على ثغر الحسبة/ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنه بحق ثغر الحسبة! نعم أحسبه ثغراً وليس منتدى يرتاده رواد الشبكة العنكبوتية وحسب! فحياكم الله وبياكم! وقد شرفت بدعوتكم لي في ثغركم المبارك للتواصل الدعوي مع حسبتكم الميمونة.
ومن دواعي الفخر والإعزاز بثغركم الهادف أنكم أثبتم بحق أن المسلم الجاد قادر على أن يبلغ رسالة دينه رغم كل العقبات والمؤامرات! فهنيئاً لكم آل الحسبة! حيث جاءتكم ناطحات السحاب (وسائل الإعلام الغربية والشرقية) بقضها وقضيضها! صاغرة متوسلة لعلها تحصل على سبق من فتات أخباركم، وما يطرح في منتديات ثغركم!
فهنيئاً لكم يا من تسهرون على هذا الثغر الإعلامي الرافض لكل هيمنة! يا من تنكرون ذواتكم، ولم يعرفكم أحد إلا بألقاب وكنى وأسماء مستعارة! فجزاكم الله خيراً على نشركم الحق المر الذي قد يكلفكم حريتكم. نسأل الله أن يحفظنا وإياكم بحفظه الجميل. اللهم آمين!
كما لا أنسى أن أوجه تحية عطرة لكل من شارك بالأسئلة، والله أسأل أن أكون عند حسن ظنكم، وأسأله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا!

الأخوة المكرمون:
أود أن لخص خطتي في الإجابة على الكم الكبير من الأسئلة المتنوعة على النحو التالي:
أولاً: سيكون ردي على هذه الأسئلة على دفعات وسأطلق على كل دفعة من الأسئلة مجموعة (مثل المجموعة الأولى/ المجموعة الثانية وهكذا) وسيكون ذلك متتابعاً وعلى فترات نظراً لبعض المشاغل الحياتية.
ثانياً: سأسبق كل اسم مشترك برقم مثل (صقر) يكون (1) صقر) وهكذا كما هو مبين أدناه.
ثالثا: هناك بعض الأسئلة تحتاج إلى توضيح وإطالة وهناك بعض الأسئلة سأكتفي بالرد السريع المختصر.
رابعاً: إذا لم أجب على بعض الأسئلة أو قصرت في الإجابة عليها فلا يظن ظان أنني قد تعمدت ذلك أو تركتها استكباراً أو ضعفاً علمياً، علم الله أنني أود أن أجيب على كل الأسئلة بحلوها ومرها لكن حالنا لا يخفى عليكم ونسألكم حسن الظن بنا والدعاء لنا بالثبات والتوفيق.
خامساً: أؤكد مرة أخرى: انطلاقاً من قول الله تعالى (فاتقوا الله ما استطعتم)(التغابن/16) سأضطر آسفاً أن أتجنب بعض الأسئلة نظراً للظروف الصعبة التي نعيشها، فنسأل الله تعالى أن يجد لنا مخرجاً لكي نستطيع أن نقول الحق المر المعتمل في صدورنا التي تغلي كالمراجل!
نسأل الله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضى!.

أجوبة المجموعة الأولى / من السؤال رقم (1) إلى السؤال رقم (6)


(1) صقر الكتائب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا: يحلو لي ان أرحب بالدكتور هاني السباعي وأدعو له بالحفظ والتوفيق
سؤالي:أولا: كيف ترى تحرك الحكومة البريطانية في مواجهة الحركة الجهادية ومنظريها المقيمين في بلادها وإلى أي مدى يمكن ان يصل هذا التحرك في نظرتكم خاصة وقد بدأنا نسمع عن صفقات لتسليمكم إلى الحكومة المصرية.؟
ثانيا: من مطالعتكم لما يجري في الساحة العراقية ومن خبرتكم في قراءة التاريخ هل ترى أن هناك محاولة لعزل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين وباشتراك من الفصائل الجهادية الأخى سواء بقصد او من غير قصد؟وهل ترى ذلك مما قد يؤدي إلى تشتت الجهود واستغلال المحتل لهذه النقطة في صالحه؟؟جزاكم الله خيراً.

الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
أخي الفاضل: بالنسبة لسؤالك (أولا): الحكومة البريطانية تعمل على قدم وساق مع الحكومة الأمريكية في التضييق على المسلمين في الغرب بصفة عامة والمسلمين الرافضين لهيمنة الغرب وغطرسته وظلمه بصفة خاصة، فالفارق بين الحكومتين أن البريطانيين لديهم هيئة قضائية منصفة إلى حد ما ولديهم مؤسسات مدنية تحترم حقوق الإنسان وتخشى من تعسف السلطة فلذلك تقوم بالاعتراض على أية قوانين مقيدة للحريات ليس حباً في المسلمين ولكن لإدراكهم أن هذه القيود ستطالهم وتحد من حريتهم وتصرفاتهم. أما الحكومة الأمريكية فسجلها الأسود في مجال انتهاك حقوق الإنسان ولا سيما الإنسان المسلم لا يخفى على أحد. ورغم هذا التباين فإن الحكومة البريطانية مصرة على التآمر وعقد الصفقات المشبوهة مع الحكومات العميلة لتسليم بعض المشايخ الذين لا ترضى عنهم، ولولا لطف الله ورحمته لسلمت كل هؤلاء الدعاة والمشايخ إلى حكوماتهم الظالمة الخارجة على شريعة الإسلام حيث القتل والتعذيب والسجن طويل الأمد. نسأل الله العظيم أن يكفينا شرهم بما شاء وكيفما شاء.
أما عن (ثانياً): إن ظهور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين كان مفاجأة لقوات الاحتلال الأنجلوأمريكي حيث ظنوا أنهم قضوا على تنظيم القاعدة في أفغانستان وشتتوه في بقاع الأرض شذر مذر! وظنوا أن من بقي من أعضاء التنظيم فهو بين طريد وسجين ومستخف في كهف أو نتاور بين أمواج البشر المتلاطمة، وحسبوا أن الجو قد صفا لهم وأن عاصمة الرشيد ستستقبلهم بالزهور فخيب الله ظنونهم بوجود النسمات الأولى من المجاهدين الذين عبروا المفاوز والقفار حتى وصلوا إلى كردستان وغيرها من حدود العراق المترامية الأطراف، والمطلة على عدة بلدان شعوبها مسلمة. فهنا كانت الانطلاقة الأولى للتنظيم الذي قاده الشيخ أبو مصعب الزرقاوي الذي ظل يعلو نجمه في أرض الأنبياء والصالحين فقذف الله به الرعب في قلوب جنود الاحتلال وهم في ثكناتهم. وظل يكبر تنظيمه حتى بايع الشيخ أسامة بن لادن = (صلاح الدين الأيوبي الجديد) فتم تشكيل تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين؛ ذلك التنظيم الذي قض مضاجع قوات الاحتلال وجعل عملاء الاحتلال يهربون نساءهم وأولادهم إلى أوروبا وأمريكا خوفاً وهلعاً من عمليات المجاهدين! فصار الاحتلال وعملاؤه أسرى المنطقة الخضراء التي صارت لعنة على كل من يقطنها!
ونظراً للإنجازات التي حققها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والتفاف الشباب من كل حدب وصوب نحوه فعقدت عدة أطراف محلية ودولية مؤامرات لحصار هذا التنظيم والقضاء عليه وهذه الأطراف على النحو التالي:
(1) قوات احتلال/عملاء احتلال.
(2) أطراف مقاومة متعاطفة مع هيئة علماء المسلمين والوقف السني.
(3) أطراف من الجيش العراقي المنحل/أطراف من حزب البعث.
لذلك أرى أن تجربة أفغانستان ستتكرر مرة أخرى إلا أن يشاء الله شيئاً آخر؛ فكما تم التخلي عن المجاهدين غير الأفغان من الفصائل الأفغانية واتفاقهم على عدم حمايتهم، بل إن برهان الدين رباني عندما ولي الرياسة أول شئ فعله في زيارته لمصر أكد على استعداده تسليم المجاهدين المصريين إلى حكومة مصر العميلة! وهو ما فعلته حكومة بنظير بوتو عندما قامت بحملة مداهمات وتشتيت لكل المجاهدين العرب وغيرهم من على أراضيها وتسليمهم إلى بلدانهم أو إجبارهم على التيه في الأرض!
وهي نفس التجربة التي حدثت في البوسنة حيث نشروا مصطلحاً في القاموس الإعلامي (أفغنة البلقان) لتخويف الغرب من التواجد الإسلامي في أوروبا! وتمت المؤامرة باتفاق (دايتون) الشهير حيث تكالبت الدنيا بأسرها من أجل تصفية وتسريح جيش المجاهدين في البوسنة وتسليم أسلحتهم، ثم قامت قوات حلف الناتو بقيادة الاستخبارات الأمريكية بحملة مطاردة واسعة في ألبانيا والبلقان لكل تواجد إسلامي جهادي ولو كان في صورة مشروع خيري لإعانة الفقراء واليتامى!! بمعنى أوضح أن كل هؤلاء الفرقاء مستعدون للتصالح والالتقاء على مذبح المجاهدين سواء كان هؤلاء المجاهدون في أفغانستان أو في طاجكستان أو في البوسنة أو في أي مكان آخر! ولا يزال التخويف من المجاهدين خاصة العرب في الشيشان مستمراً من قبل ماكينة الإعلام الروسية التي تخوف الشعب الشيشاني من الجهاد الوهابي (على حد زعمهم) الذي يحارب طرقهم الصوفية!! وهذا ما سيحدث في العراق مع غاية الأسف والحزن حيث سيتفق هؤلاء جميعاً على شئ واحد هو القضاء على تنظيم القاعدة وعلى أية روح جهادية سلفية حقيقية وسيكون هذا واضحاً في حالة خروج قوات الاحتلال عاجلاً أم آجلاً! وسينسى هؤلاء المحررون الجدد الذين سيقتطفون ثمرة المجاهدين سينسون تضحيات هؤلاء المجاهدين الشرفاء الأوفياء بل سيتعمدون محوها من ذاكرة الشعب العراقي! وسيكون الاحتفال بالتحرير خليطاً من المشاعر الوطنية والدينية البعيدة كل البعد عن دين الإسلام الحقيقي!. هذا هو المخطط المظلم الذي يحاك لتنظيم القاعدة ولكل الفصائل الجهادية التي تريد عودة الإسلام نقياً على هدي السلف الصالح. فلابد من الحيطة والحذر لأنه كما في صحيح البخاري (لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين) وقد لدغنا كثيراً من نفس الجحر! فإنا لله وإنا إليه راجعون!
وقد استطارني الفرح وسررت كثيراً عندما علمت بخبر اتحاد تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مع تنظيمات جهادية أخرى في (مجلس شورى المجاهدين) وهذه بادرة طيبة وبشارة صالحة تؤكد أن المجاهدين في العراق يريدون أن يقولوا للأمة أن الوحدة والاتحاد أمر ليس صعب المنال، وأن المجاهدين أولى بتحقيق الوحدة من غيرهم انطلاقاً من قوله تعالى:
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ (آل عمران/103) وقوله جلا وعلا: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ (لأنفال/46). وبالله التوفيق.


(2) كوردستان:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اشكر الاخوة الكرام في إدارة ومنتدى الحسبة على تنظيم هذا اللقاء مع الاخ الكريم الفاضل الشيخ هاني السباعي فجزا الله الاخوة والشيخ عنا خيرا الجزاء.
وسؤالي للشيخ الكريم بعد السلامي والتحية والدعاء من الله ان يحفظه ويكرمه بالشهادة في سبيله ان شاء الله. هو عن الشيخ الدكتور ايمن الظواهري حفظه الله ورعاه ( قرأت في منتدى العقاب لحزب التحرير ان الشيخ الدكتور ايمن الظواهري كان من أعضاء حزب التحرير سابقا وانه يزكيهم للان ) فهل هذا الكلام صحيح حسب علمكم . وما هو قولكم عن حزب التحرير وهل تنصحون الشباب بالانضمام والعمل معهم خصوصا انهم لا يرون الجهاد والعمل العسكري الان . وبارك الله فيكم وفي علمكم.

الإجابة:
الأخ الفاضل كوردستان بارك الله فيك وجزاك الله خيراً على مشاعرك الطيبة:
بالنسبة لموضوع حزب التحرير:
أؤكد لك أخي الفاضل أن فضيلة الشيخ الدكتور أيمن الظواهري لم يكن في يوم ما من أعضاء حزب التحرير سابقاً أو لا حقاً ولم يكن عضواً في أية جماعة إسلامية على وجه الأرض إلا الجماعة التي قام بتأسيسها عام 1968م وكانت أول جماعة جهادية سلفية وكان هو أميرها ثم أخذت في التطور حتى تم تشكيلها عدة مرات نتيجة لظروف ومراحل مختلفة أعتقد أن المجال لا يتسع لشرحها وتحليلها هنا.
أما عن الشق الأخير من سؤالك: أعتقد أن حزب التحرير بمبادئه الحالية في حاجة إلى إعادة تقويم ومراجعة وخاصة في تأويلهم لمبدأ النصرة الذي يفسرونه خطأ من خلال بعض المواقف من السيرة النبوية، مع غير ذلك من قضايا متعلقة بحجية حديث الآحاد، وعدم قولهم بعذاب القبر، وقضايا كثيرة مثل كشف الوجه والسلام على المرأة الأجنبية وغير ذلك! أعتقد أنهم إذا ظلوا على مبادئهم الحالية وخاصة في العمل الجهادي وتصريحهم المتكرر بأنهم لا يرون الأعمال المادية (الجهادية) أعتقد أنهم يتشابهون مع الأخوة القطبيين الذين يرون العمل الجهادي بعد استفاضة البيان أي أن الجهاد سيظل مجمداً حتى يؤمن الناس بالتوحيد! وبالشروط التي يدعون بها طبعاً إخواننا القطبيون! ونتيجة لهذا القول فإن كثيراً من الشباب الذي تأثر بالقطبية قد التحق بالفكر الجهادي وانضم إلى جماعة الجهاد بصفة خاصة فيما بعد لأن مفهوم تجميد فريضة الجهاد بتعارض مع أصول هذا الدين وروحه بل ويتصادم مع فطرة المسلم أيضاً. ومن هنا فإنني أتوقع أن ينصرف بعض شباب حزب التحرير عن مبادئ الحزب، ويلتحقوا بالمجاهدين في العراق أو فلسطين أو في أوزبكستان أو في أي بقعة من بقاع المسلمين، نظراً لضراوة الصراع القائم وحتميته التي تفرض على المسلم أن يتفاعل عملياً مع ما يحدث من مجازر في أراضي الإسلام المحتلة. وأخيراً أكرر وألح على قادة حزب التحرير أن يراجعوا المبادئ التي صاغها الشيخ تقي الدين النبهاني في كتيه، وأن يقوموا بعملية مراجعة شاملة مبتغين بها وجه الله تعالى.


(3) صحفي:
تحية طيبة وبعد
هل من أخبار عن شيخنا الأسير عبد القادر بن عبد العزيز ؟

الإجابة:
أما عن فضيلة الشيخ الدكتور سيد إمام (عبد القادر بن عبد العزيز) فك الله أسره:
أقول بكل صدق لم أقابل في حياتي شيخاً بمثل علم الشيخ أبي يوسف (سيد إمام) فهو عالم الأصول، والعقيدة، والفقه، والمتبحر في التاريخ وتجارب الأمم، لو كان الشيخ أبو يوسف (سيد إمام) في زمن يكرم في أهل العلم لكان كعبة العلماء وإمامهم، ولست مغالياً في وصفي له لأنني أعلم أنه عالم جليل القدر يكفيه فخراً كتابه الموسوعي (الجامع في طلب العلم الشريف) ومن قبله كتابه المبارك الذي كتبه في أرض الجهاد (العمدة). أخي الفاضل الحديث عن الشيخ العلامة بحق عبد القادر بن عبد العزيز ذو شجون!! أما عن أخباره الحالية: فلا يزال الشيخ سيد إمام (عبد القادر بن عبد العزيز) أسيراً في مصر، ولا يزال ممنوعاً من الزيارة نسأل الله أن يفك أسره وأسر إخواننا في سجون طواغيت العرب والعجم!


(4) الفراتي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
حياك الله شيخنا العزيز وبارك الله فيك ...
لدي سؤال محدد وهو عن الهجمة التي يتعرض لها التيار الجهادي بشكل عام قادته ومنظريه وحتى أنصاره وآخر هذه الهجمات تعرض لها هنا أنصار الجهاد في هذا المنتدى المبارك ممن يزعمون نصيحة المجاهدين بحيث جعلونا نعبد قادة الجهادة واستشهدوا بذلك بحديث عدي بن حاتم الطائي والقصة طويلة ..
السؤال هو ما هو واجب المسلم الموحد عندما يرى القدح والتشكيك في منهج المجاهدين وقادتهم سواء كانوا هؤلاء المجاهدين في أفغانستان أو الشيشان أو جزيرة العرب أو في العراق .. وهؤلاء الذين يقدحون معروفين بأسمائهم أو أسماء جماعاتهم.
حياك الله مرة أخرى شيخنا الكريم وثبتك على الحق.

الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!
الهجمة على التيار الجهادي
أما عن الهجمة التي يتعرض لها التيار الجهادي بشكل عام فهي هجمة قديمة جديدة: هؤلاء المجاهدون تسببوا في إيذاء المسلمين! هؤلاء المجاهدون سبب كل بلاء حل بالأمة! شباب مندفعون متحمسون ليس لديهم حكمة في فقه المصالح والمفاسد! يقولون ويقولون !! هي نفس الهجمة التي قيلت لأهل الحق قديماً! ألم يقولوا لموسى عليه السلام: ﴿ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ﴾ (الأعراف/129).
ألم يشنعوا أيضاً على موسى عليه السلام أن به برصاً لكي لا يقترب منه أحد وليفر عنه أتباعه ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً ﴾ (الأحزاب/69)
ألم يقولوا لخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ (القصص/57)
الفارق أن الخطاب قديماً كان صادراً من الكفار الأصليين، أما اليوم فنفس الخطاب والهجوم والتشكيك صادر من بعض المسلمين ومن يمثلونهم من مشايخ ودعاة نسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل.
أما عن النصائح المعلبة بالغمز واللمز والقدح في المجاهدين فإنها لا تشين إلا قائلها ولا تعيب إلا كاتبها. فهذا الغمز والاستهزاء والتسفيه لأعمال المجاهدين في أراضي المسلين المحتلة هو نفس الازدراء الذي قيل للعصبة المؤمنة قديماً:
﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ (الأنعام/53)
وقد تكفل الله بكشفهم لنا في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ. وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴾ (المطففين29، 30).
وهناك فريق من أهل الخير ونحسبهم من أتباع الحق يوجهون نصحاً للمجاهدين شفقة ورحمة بهم، لكن أود أن يحتاط إخواننا الشيوخ من توقيت بعض هذه النصائح إذ غالباً ما يستغلها المتربصون سوءاً بالحركات الجهادية العاملة في أراضي المسلمين المحتلة، ويتخذونها تكأة للطعن في المجاهدين مستشهدين بنصائح ذوي القربى!
وصدق طرفة بن العبد عندما قال:
وظلمُ ذوي القربى أشد مضاضةً *** على النفس من وقع الحسام المهند
وهكذا تفقد هذه النصائح مبتغاها، ويكون لها تأثير سلبي على المجاهدين وخاصة أنهم في ساحات الوغى، والدنيا ترميهم بقوس واحدة! نسأل الله أن يحفظهم ويسدد رميهم ويجمع كلمتهم على الحق، ويبارك لهم فيما يقومون به من رفعة الإسلام والذود عن حياض المسلمين. اللهم آمين!.
أما عن واجب المسلم الموحد عندما يرى القدح والتشكيك في منهج المجاهدين هو أن يدافع عنهم وأن يذب عن أعراضهم وأن يدحض شبه المرجفين بقدر استطاعته وحسب مقدرته العلمية، فإن لم يستطع فليحض أهل العلم الموثوق بدينهم الرد على هؤلاء المخذلين الطاعنين على المجاهدين ومنهجهم. فإن لم يستطع فليدع لهم بالنصر والتوفيق. نسأل الله أن يستخدمنا للذب عن عباده المظلومين، ولنصرة دينه القويم. اللهم آمين!.


(5) شهيد المحراب:
نحبكم في الله شيخنا الفاضل
سؤالي هو كيف ترى الوضع في العراق خلال الأيام القادمة؟ وما هو تصورك نحو منطقة الشرق الأوسط بشكل عام؟

الجواب:
الوضع في العراق
أحبك الله الذي أحببتنا فيه!
أما عن سؤالك: عن الوضع في العراق في الأيام القادمة؟ فهذا الموضوع قد تُكلم فيه كثيراً ويحتاج إلى بحث مستقل لكن على أية حال أجيبك باختصار:
لابد أن نعرف طبيعة الصراع التي تقوده أمريكا مع الإسلام اليوم ومع ما قامت به من قوى غير إسلامية رافضة لهيمنتها من قبل. إذا قرأنا تصريحات الرؤساء الأمريكيين ومفكريهم علمنا يقيناً طبيعة هذا الصراع فعلى سبيل المثال: يقول الرئيس الأمريكي (ويليام ماكينلي) 1898م: (نحن لم نذهب إلى الفليبين بهدف احتلالها، لكن المسألة أن السيد المسيح زاراني في المنام، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين، ونذهب إلى الفليبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة)!!. هي نفس المقولة التي كان يرددها ريجان: (إن ثراء ورخاء الولايات المتحدة يرجع إلى كونها أمة مباركة من الله)، وجورج بوش الصغير الذي جاءه المسيح ليتخلص من الشر (الإسلام) في أفغانستان والعراق!! طبعاً المسيح براء منهم جميعاً وكما قال شوقي:
عيسى سبيلك رحمةٌ *** في العالمين وعصمةٌ وسلامُ
ما كنتَ سفاك الدماء ولا امرءاً *** هان الضعافُ عليه والأيتامُ
يا حامل الآلام عن هذا الورى *** كثرت علينا باسمك الآلامُ
وهناك سيناتور أمريكي اسمه (هارت بنتون) في خطاب له أمام مجلس الشيوخ 1846م يشبه أمريكا بعصا موسى عليه السلام التي صارت أفعى تبتلع كل شئ: (إن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو والتوسع، إنها مثل عصا (موسى) التي صارت أفعى، ثم ابتلعت كل الحبال. فهكذا ستغزو أمريكا الأراضي، وتضمها إليها، أرضاً بعد أرض، وذلك هو قدرها المتجلي، اعطها الوقت، وستجدها تبتلع، كل بضع سنوات، مفازات بوسع معظم ممالك أوربا ذلك هو معدل توسعها). هكذا يفكر سدنة البيت الأبيض: منطلق عقدي/غزو/ توسع/ احتلال/ إبادة للسكان الأصليين بغية نشر الحضارة الأمريكية!! والقضاء على الأمراض الشريرة، والأوبئة التي تقطن في عقولهم وأجسادهم بتعذيبهم وإزهاق أروحهم لتطهيرها من تلكم الشرور!!
انظر إلى حقارتهم وهم يهددون بضرب مكة المكرمة يقول أحد محرري مجلة ناشيونال ريفيو: (إنني أقترح أن تضرب مكة بقنبلة نووية، ويكون ذلك بمثابة إشارة إلى المسلمين). ثم يضيف: (إن طهران وبغداد هما الأقرب لتلقي الضربة النووية الأولى). ثم يتمادى هذا المجرم السفاح في حقارته: (وأنه لو كان لدينا قنابل نظيفة، تضمن حصر الحصار في نقطة الهجوم، لوضعنا غزة ورام الله على القائمة أيضاً. ويجب أن نحذر دمشق، والقاهرة، والجزائر، وطرابلس والرياض، من خطر الإبادة النووية، إذا ما أظهروا أية علامة للاعتراض).
وتقول مجرمة أخرى اسمها (باربارا آميل) في صحيفة التليجراف: (المسلمون المتطرفون يملكون أسلحة عصرية، والدول الإسلامية إما تدعمهم، أو هي على الأقل تؤيدهم فيما يقومون به، وهؤلاء لهم هدف واحد، وهو تدمير الحضارة الغربية. إزاء ذلك يجب أن نضعهم في مربع الأعداء، وأن يطردوا من الأمم المتحدة، فإذا تقاعست الأمم المتحدة عن ذلك فينبغي أن تلجأ الولايات المتحدة إلى طردها، هي ذاتها من أراضيها. وفي الوقت الذي ينبغي أن يمنع الجهاد، يجب أن نطالب المجالس الإسلامية بإدانته، وكذلك إدانة هذا التعظيم لموضوع الجهاد في الكتب المدرسية والمساجد).
هكذا يفكرون، وهكذا يصرحون، وهكذا ينفذون: احتلال فكري/احتلال عسكري/احتلال اجتماعي/ احتلال ثقافي = سلخ شيطاني لا علاقة له بهوية الأمة!
فمسألة أن الأمريكان احتلوا العراق من أجل النفط فقط هو تفسير ساذج. نعم إنهم يريدون النفط والغاز وكل خيرات بلادنا من منطلق قانون الغنيمة، وباعتبارنا (خبزة) سهلة لهم، لأنهم بذلك سيعجلون بخروج المخلص (المسيح)! ليقضي على الشر (الإسلام) بزعمهم!!وبل إن الأمريكان أنفسهم يعتقدون أن أمريكا هي المخلص للبشرية من الشر!! لذلك فإن أحد العسكريين الأمريكيين قال له رئيسه: (لا أريد أسرى، أريد إحصاء للجثث)! (لقد كنا نعتبر كل من هو فوق الثانية عشر مشروع جثة)!. وقد كان جنود المارينز يعتقدون أنهم جاءوا لكي "يخوزقوا" المتوحشين.
وباللغة الإنجليزية: Fucking Savages
وهذا يفسر لنا ما قام به هؤلاء الأوباش من انتهاك أعراض المسلمين في باجرام وأبي غريب وجوانتانامو؛ إنه موروث ثقافي وليس حالة عابرة، أو تصرف فردي لجندي موتور!!

وللمزيد أحيل القارئ الكريم إلى بعض الكتب المتخصصة في فضح الأنموذج الأمريكي:
(أ) أمريكا طليعة الانحطاط/روجيه جارودي/طبعة دار الشروق.
(ب) القوة والإرهاب وجذورهما في عمق الثقافة الأمريكية/نعوم تشومسكي/ترجمة إبراهيم يحيى الشهابي/دار الفكر/دمشق طبعة 2003م.
(ج) هيمنة الإعلام/ نعوم تشومسكي/ترجمة د.إبراهيم يحيى الشهابي/دار الفكر بدمشق/طبعة2003 م.
(د) الهيمنة أم البقاء/نعوم تشومسكي/ترجمة سامي الكعكي/دار الكتاب العربي/ بيروت طبعة 2004.
(هـ) الدولة المارقة/نعوم\تشومسكي/ترجمة محمود علي عيسى/دار الكتاب العربي/دمشق طبعة 2003م.
(و) الحرب الأمريكية الجديدة ضد الإرهاب/أسعد أبو خليل/ طبعة بيروت 2003.
(ز) أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والعدل/د.فهد العرابي/طبعة بيروت 2004م.
(ح) صراع الحضارات/صاموئيل هنتجتون/ترجمة طلعت الشايب/ طبعة شركة الساطور بالقاهرة 1999م.
(ط) الأصولية الإنجيلية أو الصهيونية المسيحية/محمد السماك/القاهرة طبعة 1991م.
وهناك كتب ودراسات كثيرة جداً لا يتسع المقام لسردها. المهم أن أمريكا لا تستطيع أن تعيش بدون حروب فعقيدة الغزو والاستعلاء والغطرسة وفقه الغنيمة متغلغل في أعماق الثقافة الأمريكية فأمريكا ليست في حاجة إلى أحداث سبتمبر 2001م لتبرير غزوها لأفغانستان والعراق، فالمخططات الأمريكية كانت على قدم وساق لإنهاء إمارة أفغانستان الإسلامية بغض النظر عن انهيار البرجين عام 2001م. فتاريخهم الدموي شاهد على أنهم يفتعلون الذرائع إن لم يجدوا ذريعة لشن حرب عدوانية: فقد قاموا باحتلال كوبا (الأسبانية في ذلك الوقت) بمجرد حرق زورق بحري أمريكي في ميناء هافانا. ودخلت أمريكا الحرب ضد المكسيك، واحتلتها لأسباب واهية، ولم تكتف بحرق سكان المكسيك بل اقتطعت حوالي نصف أراضي المكسيك (كاليفورنيا أوريزونا)، واحتلت هندوراس، وهاييتي، ودمرت أمريكا الوسطي، واستباحت الفليبين، وفيتنام بذرائع شتى أي أن الإدارة الأمريكية تتخذ قرار الحرب أولاً ثم تنتظر أية ذريعة أو تفتعل هي الذريعة للاحتلال والبطش وقهر الشعوب وإذلال الأمم وإبادتها!.
وقد كانت العدوان على العراق رغم مرارة الاحتلال مناخاً صحياً لافاقة الأمة ويقظتها من سباتها العميق انطلاقاً من قول الله تعالى ﴿ لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم ﴾ (النور/11)
هذا وكنت قد كتبت مقالة (الحركات الجهادية في العراق) عقب احتلال أمريكا للعراق في عام 2003م توقعت فيها بعض ما يحدث الآن وختمت المقالة بقولي:
(العراق الآن دار حرب ومناخ خصب ومناسب لأية حركة إسلامية ترى الجهاد من أولوية عملها ومن ثم فإن استمرار مقاومة المحتل في العراق سيفرز جماعات عدة قد تنصهر في جماعة واحدة كبيرة فيما بعد من هذه الجماعات تنظيم القاعدة والمتعاطفين معه فكرياً وروحياً من أبناء الجزيرة العربية والخليج بصفة خاصة وأبناء العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها بصفة عامة بل إننا نرى أن الجهاد في العراق سيكون أسهل لتنظيم القاعدة من أفغانستان نظراً لعامل اللغة فقد كان عائقاً في أفغانستان بالإضافة إلى عامل الشكل، ففي شمال العرق هناك تشابه وتداخل مع الأتراك الذين يتبنون الفكر الجهادي ومن ثم فإن تواجدهم في كردستان والسليمانية وحتى كركوك والموصل مع اشتراكهم في نفس عادات الأكراد سيدفع المقاومة إلى المزيد من عملياتها وتكبيد قوات الاحتلال خسائر فادحة في المستقبل القريب وليس البعيد فحسب. أما في المناطق الأخرى من العراق: فأهل الخليج متشابهون في الخلقة والعادات مع بعض القبائل العربية بل إن هناك قبائل في سوريا متشابهة في العادات والتقاليد مع القبائل العراقية وهذا سر الضغط على سوريا لإغلاق حدودها والتهديد بضرب الحدود وهي معظمها قبائل سنية وهناك بالطبع قبائل موزعة على عدة دول مثل قبيلة شمر.. فهذا التداخل والتقارب والترابط العائلي يجعل أبناء هذه القبائل سواء المنتمين لتنظيم القاعدة أو المرتبطين بها روحياً بنفس الفكر يجعل حركتهم في العراق أكثر سهولة من تواجدهم في أفغانستان.. وهو ما تخشاه فعلاً قوات الاحتلال الأمريكي لأن هذه المنطقة ولادة بالشباب المجاهد.. فحتى لو أسروا كل قادة تنظيم القاعدة أو قضوا عليهم بالقتل فلن تنتهي فكرة طرد المحتل وإخراج المشركين من جزيرة العرب ومن كل بلاد الإسلام).راجع مقالتي كاملة في موقع المقريزي.

أخي الفاضل: إن قدر هذه الأمة أنها حاملة لواء الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى.
إن قدر هذه الأمة أنها دافنة الحضارات المستكبرة في الأرض؛ فأرض الإسلام كانت ولا تزال مقبرة الغزاة فمن الذي أطفأ نار الفرس؟! ومن الذي قبر ودفن حضارة عباد النار (الفرس)؟ أليس الإسلام؟! ومن الذي قبر عباد القياصرة (الروم)؟ أليس الإسلام؟ ومن الذي قبر (أهل الياسق) المغول والتتر؟ أليس الإسلام؟! ومن الذي دحر الهجمات البربرية الصليبية التسع على مدار قرنين من الزمان؟ أليس الإسلام؟! ألم يورث الله أرضهم وديارهم للمسلمين في العراق وإيران والهند، وأفغانستان، وبلاد ما وراء النهر، وبلاد الترك والكرد؛ أليس الإسلام؟ ألم تكن الشام وفلسطين ومصر وشمال إفريقية تحت سيطر الروم؟ أليس الإسلام هو الذي دحرهم وردهم مهزومين خائبين إلى حيث يعيش الأوروبيون الآن؟! إذن ديمومة الصراع بين الإسلام وأعدائه قائمة إلى قيام الساعة وحتمية هذا الصراع والصدام قائمة وقادمة وهذه عينة على سبيل المثال من القرآن الكريم والسنة النبوية شاهدة على ديمومة هذا الصراع:
الأول: يقول الله تعالى:
﴿ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ (البقرة/217). الشاهد ﴿ولا يزالون يقاتلونكم﴾ ففعل المضارع الدال على الاستمرار والديمومة ﴿لا يزالون﴾ مع الفعل المضارع ﴿يقاتلونكم﴾ يؤكد أن الصراع بين الإسلام وأعدائه لم ولن يتوقف إلى قيام الساعة إلا في حالات عابرة في التاريخ من خلال هدنة محدودة أو صلح مشروط كان يتم بين دولة الإسلام وقوى الكفر القائمة قديما ً أو هدنة مشروطة في آخر الزمان.

الثاني: حديث ثوبان رضي الله عنه:
عَنْ ثَوْبَانَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا ». فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ « بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِى قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ». فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ « حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ ». سنن أبي داود رقم الحديث 4299.
فقد تحقق حديث ثوبان من خلال الهجمات الصليبية والتترية قديماً، ووفي العهد القريب تقسيم ديار الإسلام بين قوى الظلم العالمية (برتغال/أسبان/هولنديون/طليان/فرنسيس/انجليز/روس/أمريكان) وها هم أولاء يتنافسون على القصعة (ديار المسلمين المحتلة) ولا يزال الحبل على الجرار!!

الثالث: حديث فتح القسطنطينية ثانية:
روى مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقَ فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّى بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لاَ يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطُنْطِينِيَّةَ فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِى أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ وَذَلِكَ بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَأَمَّهُمْ فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِى الْمَاءِ فَلَوْ تَرَكَهُ لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِى حَرْبَتِهِ ».
الشاهد: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) معنى ذلك أن هناك صراعاً سيحدث لا محالة وأن القسطنطينية ستفتح ثانية بعد أن تقع في يد الروم.

الرابع: حديث الحصار الاقتصادي للعراق والشام:
روى مسلم في صحيحه: عَنْ أَبِى نَضْرَةَ قَالَ كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ " يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلاَ دِرْهَمٌ. قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ. ثُمَّ قَالَ يُوشِكَ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلاَ مُدْىٌ. قُلْنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَ مِنْ قِبَلِ الرُّومِ. ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً ثُمَّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَكُونُ فِى آخِرِ أُمَّتِى خَلِيفَةٌ يَحْثِى الْمَالَ حَثْيًا لاَ يَعُدُّهُ عَدَدًا ». قَالَ قُلْتُ لأَبِى نَضْرَةَ وَأَبِى الْعَلاَءِ أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالاَ لاَ".
الشاهد: (يوشك أهل العراق أن لا يجبى قفيز ولا درهم) وقوله (ثم يوشك أهل الشام) هذا الحديث قاله الرسول صلى الله عليه وسلم والعراق كانت في تحت سيطرة الفرس، والشام كانت في أيدي الروم أي أن الرسول يبشر أن هذه البلاد ستفتح وتدخل في الإسلام ثم تتعرض لفتن وحصار من قبل الروم (الغرب) بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم ذكر العراق أولاً وقد فتحت قبل الشام وهذا يدل على أن هذا الحصار سيكون على أشده وهو كائن لا محالة بخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدل على ديمومة الصراع بين الإسلام وأعدائه.

الخامس: لا تزال طائفة:
روى مسلم في صحيحه: عَنْ ثَوْبَانَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِىَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ ». وَلَيْسَ فِى حَدِيثِ قُتَيْبَةَ « وَهُمْ كَذَلِكَ ». الشاهد (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق) وهذا الحديث أكد بكل وضوح أن الصراع بين أهل الحق وأهل الباطل مستمر إلى قيام الساعة وأن طائفة من أبناء هذه الأمة ستظل رافعة لواء الجهاد وفي صدام مع قوى الكفر إلى قيام الساعة.

أما عن الشق الثاني من سؤالك: المتعلق بتصوري عن منطقة الشرق الأوسط؟
فهذا الشق من السؤال يحتاج إلى بحث مستقل ولكن على أية حال أشير باختصار إلى عدة نقاط:
(1) أن ما يسمى بمنطقة الشرق الأوسط مصطلح دخيل؛ فأغلبية الشعوب القاطنة لهذه المنطقة شعوب مسلمة رافضة لأي كائنات غريبة مهما طال بقاؤها.
(2) إن أمريكا لم تستخدم قوتها وبطشها إلا للبلدان الضعيفة كأفغانستان، والعراق، وبنما، وجواتيمالا، وهاييتي، وكوبا، وهندوراس، والفليبين، وكمبوديا، وفيتنام، والسلفادور، ونيكارجوا وهلم جرا!! لذلك فإن منطقتنا (العربية والإسلامية) ببعدها العقدي والجغرافي والاقتصادي النقطة الأضعف الأسهل ابتلاعها قطراً قطراً منذ تقسيمات (سايكس بيكو) إلى وقتنا الحاضر بالطبع كل ذلك يتم لأسباب كثيرة من أهمها بعد غياب الخلافة الإسلامية تلكم البيادق والعلاقمة الجدد التي وضعها الأمريكان على سدة الحكم في بلادنا.
(3) جاء في كتاب أمريكا التي تعلمنا الديمقراطية والعدل ص281: "في أغسطس 2002م استمع (ريتشارد بيرل)، الذي كان رئيس هيئة سياسات الدفاع في البنتاجون، إلى ملخص لأحد الباحثين من مؤسسة (راند)، وهو الفرنسي (لوران موراويك)، يصف فيه العراق بأنها المحور التكتيكي، والسعودية المحور الإستراتيجي، ومصر الجائزة، وذلك الحرب التي تحاول الولايات المتحدة أن توهم العالم بأنها إنما تخوضها من أجل تخليص العالم من أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق!! وهكذا اعتبر المراقبون أن العراق، وفق هذه الرؤية مجرد بدايات لصراعات أكبر ستشمل بلدان أخرى".

صفوة القول أخي الفاضل: إن الإدارة الأمريكية وحلفاءها الغربيين سيظلون يجهزون على أية نهضة لأمتنا لأنهم يعتقدون أن لديهم فرصة سانحة للإجهاز على الرجل المريض الكسيح، (العالم الإسلامي) خشية أن تدب فيه الروح من خلال الروح الجهادية القائمة في قلب العالم الإسلامي فلسطين والعراق، وفي أطرافه في كشمير والشيشان ناهيك عن حركات الاحتجاج والرفض المتزايد في العالم الإسلامي من جاكرتا إلى الرباط بل وحتى في قلب أوروبا. لذلك فإن الغرب يعجل بتنفيذ مخططاته على عجل في العراق وأفغانستان والآن في السودان وتفتيته إلى دويلات وعرقيات، وتحريض الأقباط في مصر، والأمازيغ في الجزائر وشمال أفريقيا الذين يفضل قادتهم الآن اللادينية على الإسلام والعرب!!
فهذه هي القصعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان. وهكذا فالغرب بقيادة أمريكا في سباق مع الزمن خشية أن يتمخض الزلزال (الروح الجهادية المتنامية) تلكم الروح التي ستدمر مشاريعهم وتقوض مخططاتهم، بحيث ستكون الأموال الباهظة التي أنفقوها ميراثاً للجيل الجهادي الجديد الذي سيحفظ الله بهم هذه الأمة من الإبادة والانقراض وصدق الله تعالى المبشر لنا بالغلبة عليهم ولو بعد حين:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴾ (لأنفال/36).
وأخيراً نسأل الله العظيم أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن يكفينا شرهم بما شاء وكيف شاء. اللهم آمين.


(6) الصراع:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارحب بفضيلة الشيخ الدكتور هاني السباعي
شيخنا الغالي تناقشت مع أحد الأحباب في الله في شرعية الدخول في جهازي الجيش والشرطة في عالمنا الإسلامي ... فاستدل أخي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يكون عليكم في آخر الزمان أُمراء ظلمة ووزراء فسقه وقضاة كذبة ، فمن أدرك ذلك الزمان فلا يكونن لهم جابيا ولا عريفا ولا شرطيا ) وفي روايةٍ (ولا حارسا) . المعجم الصغير للطبراني ( 1 / 204 )... بمعنى انه لا يجوز الالتحاق بمثل هذه الأجهزة.
أما أنا فلم أخالفه في ما جاء عن الحبيب صلى الله عليه وسلم ولكن للأوضاع السائدة الان وضع آخر مستدل بجواب الشيخ حسين بن محمود حفظه الله عندما سئل عن هذه المسالة وهو كآلاتي :
- س/// هل يجوز للمسلم الانخراط في جيوش الكفر بنية الحصول على التدريبات اللازمة للجهاد؟
ج /// إن كان في الدول الإسلامية فأرى أن يتدرب الشباب فيها على السلاح ليستعدو للجهاد ، فالبلاد بلادهم والمال مالهم ، وإن كان في دول الكفر فهذا محل نظر ..
فما هو الحكم الأولى اتباعه هدانا الله إلى ما يحبه ويرضاه ؟
جزاكم الله عنا كل خير شيخنا الغالي وآسف على الإطالة.

الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا السؤال يحتاج إلى الإجابة عن قضيتين:
الأولى: حكم أنصار الطواغيت.
الثانية: حكم الالتحاق بالجيش والشرطة بغية التدريب والنكاية بهم.

القضية الأولى: حكم أنصار الطواغيت
لقد أفاض وأحسن الجواب على هذه القضية فضيلة الشيخ العلامة عبد القادر بن عبد العزيز (د.سيد إمام) فك الله أسره في كتابه الجامع في طلب العلم الشريف الجزء الثاني ص597 تحت عنوان حكم أنصار الطواغيت: "والمقصـود بهم: أنصــار الحكــام المرتــدين الذين يحكمــون بغيــر ما أنـزل الله في شتى بلدان المسلمين اليوم، وأنصارهم هم الذين يحمونهم ويمنعونهم وينصرونهم على من يريد خلعهم من المسلمين المجاهدين، وأنصارهم هم الذين يذبون عنهم بالقول ويقاتلون دونهم بالسلاح، وهم سبب دوام أحكام الكفر بهذه البلاد (..) وحكم أنصار هؤلاء الطواغيت هو فرع عن الحكم على الطواغيت، وحكم هؤلاء الحكام بغير ما أنزل الله أنهم مرتدون (..) أما حكـم أنصـارهم من علمـاء السوء والإعلاميين والجنود وغيرهم فهم كُفَّار على التعيين في الحكم الظاهر" أهـ. ثم ساق الأدلة على ذلك نختار منها خشية الإطالة ما ذكره جامعه ج2 ص 601 حول الدليل الثاني:
"قوله عز وجل ﴿ الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت، فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ﴾ النساء 76.
أما الطاغوت فقد سبق بيان معناه في المقدمات وأنه يدخل فيه بالنص كل من تُحوكم إليه من دون الله من حاكم ٍ بغير ما أنزل الله أو دستور أو قانون كفري، قال تعالى ﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمِروا أن يكفروا به﴾ النساء 60، فكل ما تحوكم إليه من دون الله فهو طاغوت وعَرَّف الطبري ﴿سبيل الطاغوت﴾ بأنه ﴿طاعة الشيطان وطريقه ومنهاجه الذي شرعه لأوليائه من أهل الكفر بالله﴾ (تفسير الطبري) 5/ 169.
فكل من قاتل دفاعا عن حاكـم كافـر أو دستـور أو قانـون كافر، ــ كما يفعله أنصار الحكام المرتدين ــ فقد قاتل في سبيل الطاغوت، وكل من قاتل في سبيل الطاغوت فهو كافر، قال تعالى ﴿ والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ﴾، ويدخل في هذا: القتال بالقول أو الفعل كما نقلناه عن ابن تيمية في المقدمات.
وتأمل قوله تعالى ﴿ فقاتلوا أولياء الشيطان ﴾ فإنه مما يبين لك أن الطاغوت على الحقيقة هو الشيطان الداعي إلى كل كفر، وأن من يقاتل في سبيل الطاغوت فهو إنما يقاتل في سبيل الشيطان على الحقيقة، وهذا أيضا من باب توكيد كفرهم فإن أولياء الشيطان هم الكافرون كما قال تعالى ﴿والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت﴾ البقرة 257، وقال تعالى ﴿ إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ﴾ الأعراف 27
فهذا من أظهــر الأدلــة على كفر أنصار الحكام المرتدين بالقول كبعض علماء السوء والإعلاميين وبالفعل كالجنود على اختلاف أصنافهم، أنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت، ومن قاتل في سبيله فهو كافر، ولا يلزم للحكم بكفر كل منهم أن يباشر القتال فعلا، أو أن يقع قتال، بل كل من كان مُعَداً بواسطة هؤلاء الحكام للقتال دفاعا عنهم وعن أنظمة حكمهم الكفرية ـ التي هى سبيل الطاغوت ـ فهو كافر. وإذا كان الله قد حكم بكفر من يتحاكم إلى الطاغوت فكيف بمن يقاتل من دونه وفي سبيله؟" أهـ.
ثم خلص الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز بعد عرض مستفيض من الأدلة على حكم أنصار الطواغيت في كتابه الموسوعي القيم (الجامع في طلب العلم الشريف) ج2 ص625 :

"وخلاصــة القــول في هذه المسألـة (حكـم أنصار الطـواغيت) وهم هنا أنصار الحكام المرتدون: أن كل من نَصَر الحكام المرتدين وأعانهم على محاربة الإسلام والمسلمين بالقول أو بالفعل فهو كافر في الحكم الظاهر، والردء والمباشر في هذا الحكم سواء ولو لم يكن كذلك لقلنا بكفر من يباشر قتال المسلمين فقط من جنود الحاكم المرتد ولكن قد دلت القواعد الشرعية على أن كل فرد في الممتنعين له حكم الطائفة، وأن الردء له حكم المباشر في القتال، وقد يكون فيهم مسلمون في الباطن إذا قامت في حقهم موانع معتبرة من التكفير، ولا يلزمنا البحث عن هذه الموانع لكونهم ممتنعين عن القدرة، وإنما يبحث عنها من كانت له معاملة خاصة مع بعضهم بسبب مخالطتهم للمسلمين في نفس الدار،فمن علم من أحدهم مانعا معتبراً عامله كمسلم وهو عندنا كافر في الحكم الظاهر مادام في صف الحكام المرتدين" أهـ.
ثم يطلب الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز نشر هذه المسألة قائلاً في جامعه ج2 ص625:
"هذا، ويجب نشر علم هذه المسألة (حكم أنصار الحكام المرتدين) بين عموم المسلمين، ففي نشرها خير عظيم بإذن الله تعالى وفي نشرها تعجيل بزوال دولة الحكام المرتدين وضعف شوكتهم وذهاب ريحهم، فإن كثيراً من جنود المرتدين لا يعلمون حكمهم ولا حكم حكامهم في الشريعة وأنهم كفار، ولو علموا ذلك فلربما انقلب كثير من الجنود على حكامهم أو ساعدوا على ذلك، ﴿ ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزاً حكيما ﴾ الفتح 7، ﴿ وما يعلم جنود ربك إلا هو ﴾ المدثر 31، ويقع عبء نشر علم هذه المسألة على كل مسلم عَلِمَها وبصفة خاصة الدعاة وأهل العلم منهم" أهـ.

القضية الثانية: حكم من التحق بالجيش والشرطة بنية النكاية بهم
لقد تكلم الدكتور (سيد إمام) عبد القادر بن عبد العزيز عن هذه القضية أثناء عرضه لمسألة الموانع المعتبرة شرعاً كموانع التكفير إذ قال في مستهل هذه المسألة بالنص في ج2 ص617:
"(مسألة: في الموانع المعتبرة شرعاً كموانع من التكفير) وأعــود فأكــرر أنه لا يجــب علينا شــرعاً البحــث عن هذه المـوانع في حق أنصار المرتدين الممتنعين وأنه يُحكم على أعيانهم بالكفر بدون استتابة. ولكن من كانت له معاملة خاصة مع أحدهم ويمكنه تبيّن حاله، نظر في هذه الموانع فإن وجد أحدها في بعضهم عامله كمسلم"أهـ.
ثم شرع في شرح هذه المسألة في ج2 ص617، ص618 على النحو التالي:
"ومن هذه الموانع: الالتحاق بجيش المرتدين بقصد النكاية فيهم:
كـأن يقصـد قـتل أئمـة المرتـدين أو القيـام بما يُسمى بالانقـلاب العسكـري ونحو ذلك، سواء كان هذا هو قصده الابتدائي (أي عند التحاقه بالجيش) أو طرأ له هذا القصد بعد ذلك، فيتغير حكمه بحسب تغير قصده.
والدليــل على أن هذا القصــد مانــع من التكفــير، ليس حديث (إنما الأعمـال بالنيــات) لأنه وكما سبق تفصيله في أول الباب الرابع من هذا الكتاب فإن الكفر ــ وهو هنا الكفر بسبب نصرة المرتدين في الظاهر ــ لا يرخص فيه بمجرد النية الحسنة، كَنِيَّة دعوتهم للإسلام وغيرها من أعمال البر، وإنما يُرَخّص في ذلك بنيّة خاصة وهى قصد النكاية فيهم، فهذا هو الذي ثبت جوازه بالأدلة، وقد ذكرت في أول الباب الرابع أن المعاصي لا تباح بمجرد النية الحسنة ولكن تباح أو يرخص فيها بأدلة شرعية خاصة في كل مسألة بعينها.
وعليه فالدليل على أن هذا القصد مانع من التكفير هنا: حادثة فيروز الديلمي رضي الله عنه، فإنه لما ادعى الأسود العنسي النبوة وارتد قوم من أهل اليمن واتبعوه حتى غلب على صنعاء، تظاهر فيروز الديلمي بأنه من خاصته وأنصاره واحتال حتى قتله، وبوّب البخاري لقصته بكتاب المغازي من صحيحه، وفيه قال: قال عبيد الله بن عبد الله (سألت عبد الله بن عباس عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذَكَرَ، فقال ابن عباس: ذُكِرَ لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم أُرِيتُ أنه وُضعَ في يديَّ سِواران من ذهب فقطعتُهما وكرهتهما، فأُذِنَ لي فنفختُهما فطارا، فأوّلتهما كذابين يخرجان، فقال عبيد الله: أحدهما العنسي الذي قتله فيروز باليمن، والآخر مسيلمة الكذاب) (حديث 4379). وقال ابن تيمية (ثم خرج فيروز الديلمي على الأسود العنسي فقتله، وجاء الخبر إلى رسول صلى الله عليه وسلم بقتله وهو في مرض موته، فخرج فأخبر أصحابه بذلك، وقال «قُتِلَ الأسود العنسي الليلة، قتله رجلٌُ صالح من قوم صالحين» وقصته مشهورة) (الجواب الصحيح فيمن بدّل دين المسيح) 1/ 109. وقد ذكر ابن جرير الطبري في تاريخه قصة فيروز وأنه صنع ما صنع من تظاهره باتباع العنسي لما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالثبات في اليمن واغتنام الفرصة لقتله، إذ كان بعض عمال النبي صلى الله عليه وسلم على اليمن قد عادوا إلى المدينة لما استشرى أمر العنسي، فقد روي الطبري بإسناده عن الضّحاك بن فيروز قال (قَدِمَ علينا وَبَرُ بن يُحَنَّس بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم يأمـرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض في الحرب والعمل في الأسْوَد: إما غِيَلة ً وإما مصادمةً، وأن نبلّغ عنه مَن رأينا أن عنده نجدة ً وديناً، فعمِلنا في ذلك) (تاريخ الطبري) 2/ 248، ط دار الكتب العلمية 1408هـ. وقد ذكر الطبري رحمه الله ــ في نفس الموضع السابق ــ أن فيروز ومن معه احتالوا على الأسود وأظهروا متابعته حتى تمكنوا من قتله غِيلة ً، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فيروز، وقد قيل أن خبرهم بَلَغ النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي ليلة وفاته، (المصدر السابق) 2/ 247 ــ 254، و(فتح الباري) 8/ 93.
فالحاصــل: أن إظهــارهم المتابعــة للأسود العنسي لأجــل قتلــه ثابت في السير المختلفة، وهذا يدل على جواز مثل ذلك، ووجه الحجة فيه: إما أنه سُنّة تقريرية، وإما أنه إجماع صحابة إذ قد عُلِمَ هذا عنهم ولم يُنكر عليهم، وعلى كل حال فإن هذا العمل داخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلم (الحرب خدعة) متفق عليه. ومن هنا قلت: إن الالتحاق بجيش المرتدين بقصد النكاية فيهم جائز، ومادام جائزاً شرعاً فهو مانع معتبر من التكفير. ويلزم من أقدم على هذا أن يعلم مايجوز له أن يترخص فيه في هذا الموضع ومالا يجوز. ومما لايجوز له بحال أن يقتل مسلماً أو أن يأمر بقتله.
هذا، وكنت قد ذكرت في كتابي (العمـدة) حادثــة فيــروز الديلمــي مع العنســي وغيــرها في الرد على الشيخ الألباني في زعمه أن الانقلابات العسكرية من بدع العصر الحاضر، وقد ذكر هذا في تعليقه على متن العقيدة الطحاوية، فما فعله فيروز مع الأسود حتى قتله صورته صورة الانقلاب العسكري وهو تغيير نظام الحكم من داخل السلطة الحاكمة بواسطة بعض أفراد هذه السلطة، وقد وقع هذا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته ومع توافر الصحابة وبلا نكير من أحد ٍ، فليس الانقلاب ببدعة كما زعم الشيخ والعبرة بالمسمى وإن اختلفت الأسماء" أهـ.

صفوة القول في هذه المسألة :
أقول: يجوز الالتحاق بالجيش والشرطة (الجيوش الكائنة في العالم العربي والإسلامي فقط، وليس جيوش الكفار الأصليين لأنها لا تجوز البتة) بنية التدريب والاستفادة بما لديهم من قدرات وكل ما يلزم من قوة بغية النكاية بهم، وإن كان من الأحوط أن يكون ذلك عن طريق جماعة إسلامية جهادية على منهج السلف الصالح يطلب أميرها من بعض أتباعه المؤهلين شرعيا الالتحاق بالكليات العسكرية أو الجيش أو الشرطة مع توضيح حكم هذه الطائفة وتعريفهم بمهمتهم تجنباً لأي أغراض شخصية. وإن كنت أرى أنه لا مانع من أن يلتحق المسلم غير الملتزم بجماعة كما فعل ذلك الشهيد (نحسبه كذلك) عصام القمري حيث قرر وهو طالب في الثانوية العامة الالتحاق بالكلية العسكرية واختار سلاح المدرعات وتخرج فيها ضابطاً (رغم أنه كان في إمكانه أن يلتحق بكليات القمة في ذلك) ودخل بنية التدريب والنكاية بجيش المرتدين، وكان رحمه الله عقلية فذة يحتاج إلى بحث مستقل إن شاء الله. وهكذا لا مانع شرعاً طالما دخل المسلم بنية التدريب والنكاية بهم لخدمة الإسلام وتحكيم شرع الله تعالى إن استطاع إلى ذلك سبيلا.ً
والسبب في التفرقة بين الحالتين: الأولى: مسلم يتبع جماعة/ الثانية: مسلم لا يلتزم بأي جماعة. أن الأول قد تربى لدى جماعة قد جربته وأدخلته في عدة اختبارات ودرس عدة دورات شرعية، بالإضافة إلى أنه متابع من قيادته بطريق مباشر أو غير مباشر. أما الحالة الثانية: لمسلم يريد الالتحاق بنية التدريب والنكاية من غير أن يكون ملتزماً بجماعة فإنه يخشى عليه أن يتبدل حاله بمجرد أن ينخرط في هذه المؤسسة من بريق المنصب والجاه والمال وغير ذلك فيكون دخوله وبالاً عليه وعلى المسلمين! وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في صحيح مسلم:
« إِنَّ قُلُوبَ بَنِى آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ». ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ».
وأخيراً أرجو أن أكون وفقت في توصيل الفكرة والإجابة على السؤال آنف الذكر. والله أسأل الرشد والسداد والتوفيق. اللهم آمين!.

انتهت أجوبة المجموعة الأولى (من 1 إلى 6 ثم يتبعها إن شاء الله أجوبة المجموعة الثانية.

د. هاني السباعي / مدير مركز المقريزيزي للدراسات التاريخية
25/12/1426هـ. - 25/1/2006م

عن الكاتب

الأخ تامر مسعد المؤسس 1️⃣◀️مؤسس معهد مصر دوت كوم لإستضافة المواقع وتطوير الويب wweryu.blogspot.com 2️⃣◀️مؤسس شبكة ومنتديات فى ذكر الرحمن wwear.alafdal.net 3️⃣◀️مؤسس الموقع الرسمي لقناة البحر الفضائية wwmkk.blogspot.com

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

موقع نافذة مصر صوت الحرية